الكاتب : أحمد الجوهري
2010-02-20
يوم أن ولدت الأمة ربتها طار الحديد واقترب الوعيد ، بدون حشود وبدون مقدمات ، فجأة ، ودفعة واحدة، يأتي أمر الله.. نعم، هذه سننه سبحانه وتعالى، فبدون حشود ولا مقدمات نصر أنبياءه عليهم السلام : نوح، وإبراهيم، ولوط، وهود، وصالح، وشعيب، وموسى، وعيسى، وأرسل طيراً أبابيل لنصرة بيته الحرام في مكة، كل ذلك بدون حشود ولا مقدمات.
وفي زماننا هذا كذلك سيأتي أمر الله بدون حشود ولا مقدمات، ولو نظرنا للعالم من حولنا لوجدنا الكثير من البشر، من جميع الملل والنّحل، يتوقعون نهاية للعالم، ويفتري بعضهم تاريخا محددا لذلك، حيث نرى ذالك الهوس العالمي بتنبؤات قبائل المايا التي تتوقع نهاية العالم في 23 من ديسمبر عام 2012 ونحن المسلمون مع الأسف لا يُصدق الكثير منا بأننا " خير أمة أخرجت للناس " كما قال ربنا عز وجل ، فترانا نعيش عقدة أننا متخلفين في ذيل الركب في العلوم المعاصرة، والتي غُيبنا عنها ومنعنا منها وما نزال، فصار خطابنا للعالم خطاب الذي يحاول إظهار نفسه ساعيا دوما للحاق بركب المدنية والتقدم والازدهار، وبات من شبه المحرمات أن نتحدث عن دمار الكون ونهاية العالم، حتى لا نوصف بالفاشلين والمتخلفين الذين ينظرون إلى الوراء.
إن الحقيقة الدامغة الكبرى هي: أن الله جل جلاله خلق المليارات من البشر ليعبدوه ويعظموه، وأوجدهم في هذا الكون للامتحان والاختبار، من مات منهم فقد قامت قيامته ، إلى أن يأتي ذلك اليوم العظيم الذي يدمر الله عز وجل فيه الكون حيث هو خالقه، ومالكه، لا ينازعه في ذلك أحد.
لقد وصف الله سبحانه يوم الدمار العظيم للكون في كتابه العزيز وصفا دقيقا، ولكنه لم يحدد للخلق موعدا لذلك، غير أن الرسل وآخرهم محمد (صلى الله عليه وسلم) أخبروا عن أشراط وأمارات للساعة، تحقق الكثير منها ولم يبق إلا القليل، فهل من تائب منيب؟.
عن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يري عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلي النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فأسند ركبتيه إلي ركبتيه ووضع كفيه علي فخذيه وقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا " قال: صدقت، فعجبنا له يسأله ويصدقه ..! ، قال: فأخبرني عن الإيمان، قال ":أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره " قال: صدقت قال: فأخبرني عن الإحسان قال:" أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " قال: فأخبرني عن الساعة قال:" ما المسئول عنها بأعلم من السائل" قال: فأخبرني عن أماراتها، قال: " أن تلد الأمة ربتها ، وأن تري الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان "، ثم أنطلق فلبث مليا ثم قال: يا عمر ، أتدري من السائل ؟، قلت: الله ورسوله أعلم قال: " هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " رواه مسلم.
سيدي ومولاي رسول الله (عليك صلاة الله وسلامه) أستميحك عذرا، فالكثير منا في هذا الزمان لا يدرك بأن رصد وتتبع علامات الساعة هو من الدين الذي يجب علينا تعلمه !
لقد ذكر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في هذا الحديث الشريف علامتان من علامات الساعة تظهران للعالم كفلق الصبح ، وقد تحققتا ؛ ولقد شاهد العالم كله وصول العلامة الأخيرة منهما إلى الذروة حين تم افتتاح أعلى برج في العالم كله عند الذين كانوا حفاة عراة عالة، علماً أن هذا الوصف ليس سُبة في حق هؤلاء، ولا يمكن أن يكون الفقر عيبا ومعيارا، فالله سبحانه هو المعطي والمانع، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم واصفا أصحابه يوم بدر: "اللهم إنهم جياع فأطعمهم، اللهم إنهم عراة فاكسهم، اللهم إنهم عالة فاحملهم" .
لا يختلف اثنان على أن هذه العلامة ـ تطاول الحفاة العراة في البنيان ـ تتحدث عن شيء حسي محصور في زمان ومكان محددين، ولكن ما غاب عن الناس هو: أن العلامة الأولى "أن تلد الأمة ربتها" هي كذلك تتحدث عن شيء حسي ومحصور كذلك في زمان ومكان محددين، ولقد ظن الجميع بأن هذه الولادة يجب أن تكون من أم آدمية وبمخاض ونفاس، في حين أن الله سبحانه سمّى مكة أُماً وما هي إلا أرض وشعب ، فقال سبحانه: " لتنذر أم القرى ومن حولها ".
إن الأمة التي ولدت سيدتها ليست امرأة من البشر، بل هي دولة من الدول، وبالتحديد بريطانيا، ألتي خرجت من رحمها أمريكا، فصارت سيدة عليها، لقد أشار سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) لهذا الحدث العظيم الذي عاشه العالم قبل مائتان وسبعون سنة، حيث كان الكثير من البشر يعانون من بريطانيا الأمة الظالمة، فأصبحوا يذوقون الويل على يد السيدة المتكبرة ... أمريكا !.
لقد ولدت الأمة ربتها، وتطاول الحفاة العراة في البنيان، ولكن ما أخبرنا عنه رسولنا صلى الله عليه وسلم يُكذب تنبؤات المايا بدمار العالم سنة 2012 فنحن على موعد مع الشخصيات الثلاث الكبيرة المنتظرة: ظهور المهدي، وخروج الدجال، ونزول عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام. وسيشهد العالم قبل وصولهم أمورا تشيب لها الولدان ؛ أخبرني بذلك الحجر الأثري (النقش العجيب) موسى عليه السلام والمسيح الدجال (السامري).
الباحث: أحمد عبد الكريم الجوهري
عضو الإتحاد العام للآثاريين العرب
Comments
عبد الله
2010-12-31 18:37
أحمد الجوهري:
السلام عليكم ورحمة الله
ولكن أخي عبد الله: قولك هذا مخالف لوقائع حدثت مع الصحابة رضي الله عنهم ومثالا على ذلك
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر فكأن بعضهم وجد في نفسه ،فقال : لم يدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله ، فقال عمر: إنه من قد علمتم ثم دعاهم ذات يوم فقال : ما تقولون في قول الله إذا جاء نصر الله والفتح فقال بعضهم : أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا . وسكت بعضهم فلم يقل شيئا ، فقال لي : أكذلك تقول يا ابن عباس ؟فقلت : لا ، قال : فما تقول ؟ قلت : هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له . قال : إذا جاء نصر الله والفتح وذلك علامة أجلك فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا فقال عمر: إني لا أعلم منها إلا ما تقول.البخاري
ابو عبد الله
2011-05-09 01:25
صدقت يا شيخ فهذه تسونامي جديدة في اليبان و هذه امريكا تغرق بالعواصف و الكواث
أحمد الجوهري:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ما شاهده العالم من تسونامي وعواصف ما هو إلا مقدمة والقادم أعظظظظظظظم فاللهم سلم سلم
هبة الله
2011-05-20 23:58
تعرف أمريكا وتسمى ب"بلاد العم سام" فأليس من الممكن أن يكون هذا مجرد تقصير للاسم الأصلي الذي هو " سامري" فقط مجرد محاولة
أحمد الجوهري:
السلام عليكم- نعم ربما يكون الذي أشرت له صحيحا. بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ابو محمد
2011-06-02 10:48
وسيشهد العالم قبل وصولهم أمورا تشيب لها الولدان ؛ أخبرني بذلك الحجر الأثري (النقش العجيب
أحمد الجوهري:
السلام عليكم - الأخ أبو محمد حفظه الله.. اعلم بأن العالم سيشهد عما قريب أحداثا مثيرة جدا تكاد تشيب لها الولدان. ولقد عنونت جميع صفحات موقع النقش العجيب بهذه العبارة (إن أمر الله القادم لشيء عظيم عظيم عظيم.. والخبر ما سنراه لا ما نسمعه) نعم أخي الخبر ما سنراه.. ووالله لو أني أخبرت الناس بشيء مما علمني ربي سبحانه وتعالى لقالوا بأني أدعي علم الغيب وهذا لا ينبغي لي ولا لغيري في هذا الزمان.
شكرا لك وجزاك الله خيرا
خالد الكلثم
2011-06-21 01:34
فعلا والعلم عند الله ان اغلب كلامك صحيح وبالادلة وخاصة كلمة المساس والماسونية ..وسامري والعم سام ..كلها متقاربة
جزاك الله خير ياشيخ ..ارجوا منك ان تتوسع في القاء المحاظرات والدروس
بارك الله في علمك ..
التائب من الذنب
2011-12-16 00:47
والله اني ما عرفتك الا اليوم وسبحن الله فقد وضع الله فيك القبول واشهد الله اني لاحبك في الله حبا جما
واعذرني علي تجرئي عليك فيما اقول ولكن سامحني سامحك الله
اريد ان اقول لك لا تخشي شيئا يا شيخنا واظهر لنا ما علمك الله ولا تحرمنا من ما علمك الله فانت اعلم منا جمعيا بقول رسول الله من كتم علما ونعوذ بالله ان تكون كتمت علما بغرض ما فانا نحسبك من عباد الله الصالحين ولا نزكي علي الرحمن احد فارجوك انب تخبرنا مما علمك الله فانا والله لمصدقوك فلربما بذكرك تهدي عاصي او تثبت مهتدي وترفع الهمم
احمد السوري
2012-01-31 22:12
الحمدلله
2012-03-04 19:40
استنبطت بعض الخبايا فى ردودك واستنتجت الاتى معنى قولك للسائل مصر لن يحكمها حاكم تقليدي ومصر انتخابات الرئاسة فيها شهر سته القادم وان من سيحكمها مجلس مشترك كما هو حالها الان الى ان تدخل حربا لصالح امتها العربية اى ان الحرب قد تكون قبيل شهر سته القادم لذلك لن يحكم مصر حاكم تقليدي هل تفكيري هذا صحيح؟؟
abdelkrim
2012-03-11 19:42
أحمد الجوهري:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل، أحبك الله الذي أحببتني فيه.
بارك الله فيك أخي وجزاك الله خيرا
أحمد عبد الكريم الجوهري
2012-05-02 12:12
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأحبة والزوار الكرام.. أستميحكم عذرا أنني سأتوقف عن الرد على تعليقاتكم الكريمة.
وأذكركم بأنه سيكون هناك تنبيه "هام" على الصفحة الرئيسية إن شاء الله تعالى.
{يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون}.
أخوكم في الله
أحمد عبد الكريم الجوهري